علاقات تيك اوى …
بقلم / مني النمر لكل عصر سمات تميزه ، تختلف باختلاف طبيعة البشر و متطلبات و نمط الحياة فى هذا العصر و الزمان …. و بما إننا نعيش فى عصر السرعة ، فكل […]
بقلم / مني النمر
لكل عصر سمات تميزه ، تختلف باختلاف طبيعة البشر و متطلبات و نمط الحياة فى هذا العصر و الزمان ….
و بما إننا نعيش فى عصر السرعة ، فكل شيء يحدث و ينتهي بسرعة فلا وقت فيه للتعمق ، وأصبح البشر يفضلون الاختصار فى كل شئ .
فلم يعد هناك وقت للمشاعر و العلاقات الإنسانية الحقيقية ، و تم الإكتفاء بالتواصل أو الاتصال عبر شاشات الموبايل و الإنترنت .
و ظهر نوع جديد من العلاقات الاجتماعيه باسم العلاقات المؤقتة ……
أو « علاقات تيك اوي»
و هي نوع غريب من العلاقات و التي لا تدوم طويلاً ، فالهدف منها إما من أجل مصلحة ، أو الوصول لهدف معين ، أو حتى للإحساس الزائف بشعور أو عاطفة مؤقته ، تنتهى بانتهاء السبب منها .
فأصبحت الصداقة فيه عملة نادرة ، و الحب الحقيقي درب من الخيال …
و أصبح الإنسان فيها مجرد رقم و كلمات على شات ….
في زمن تزداد فيه قيمة كل شيء ما عدا الإنسان …
فلكل علاقة غرض ولكل علاقة سبب و احتياج ..
قد تكون هذه الاحتياجات ، نفسية ، أو قد تكون جسدية ، أو مادية ، أو حتى مزاجية ..
و قد تكون فى أوقات كثيرة لمجرد خوض تجربة جديدة لكسر الملل و الروتين ، و التي يستلزم معها اختلاق مشاعر غير حقيقية ، لا تلبس أن تزول و تختفي مع مرور الوقت أو إيجاد البديل ..
ففى خلال السنوات القليلة الماضية تغير كل شيء ، فلم تعد هناك ثوابت نستطيع أن نقيس بها مدى قوة و متانة و صدق العلاقة ..
فنرى أغلب الناس تبحث عن علاقات خفيفة و فضفاضة ، فيها كل الأبواب و الإحتمالات مفتوحة على الدوام ، بلا تقيد أو إلتزام ..
و أصبحت العلاقات مجرد علاقات عابرة مؤقتة فى عصر تحكمة ثقافة العرض و الطلب فى كل شئ ، حتى في أدق الأشياء خصوصية .
و أصبحنا نسمع و نشاهد قصص كثيرة قاسمها المشترك الخداع و التدني في الأخلاق و اللعب على المشاعر وبيع الأوهام …
و لما لا فكل شيء متاح خلف الشاشة الزرقاء ، فالجميع شرفاء أنقياء ، جميع الرجال يوسف الصديق و جميع النساء مريم البتول ….
فالجميع يجيد تقمص الأدوار و ارتداء أجمل الأقنعة ….
و لكن علينا أن نعلم أن هذه العلاقات علاقات مؤذية جدا ، الظاهر منها شئ و الباطن شئ آخر ، علاقات سامة ، هدمت بيوت قائمة ، وخربت نفوسا بريئه .
فهذه النوعية من العلاقات ، فهى لا تتطلب أى نوع من أنواع المسؤولية أو الجهد ، شعارها لا التزامات لا وعود …
لذلك علينا أن لا ننخدع بمعسول الكلام أو الإنسياق وراء الوعود الكاذبة .
و لكن علينا أن نكن أكثر حرصاً ، حتى نتجنب الوقوع في هذا الفخ من العلاقات .
فلا نرضى أن نكون في علاقة مؤقتة قابلين فيها للاستبدال
، أو أن نكون طرف فى علاقة لا تعطي لنا قيمة ، و ألا نتعمق كثيرا في علاقات وهمية ، و أشخاص افتراضية .
فالعلاقات الإنسانية الحقيقية تحتاج بذل الكثير من الجهد و الصدق و الوقت ، والكثير الكثير من المواقف ، حتى تصل إلى شط الأمان …
و لان مشاعركم غالية فلا تمنحوها لأى عابر سبيل أو منتهز …
و لا ترضوا بأن تكونوا علاقة مؤقتة …. علاقة تيك اوي .