الموقع في مرحله البث التجريبي
الجريمه والحدث
رئيس التحرير : علاء عبد الله - رئيس التحرير التنفيذي : محمد هانى عبد الوهاب
Thursday, 8 June , 2023
معرف الأخبار : 29533
  طباعهالرئيسية » أراء وأقلام, عاجل تاريخ الإصدار : 04 ديسمبر 2021 - 16:45 | 309 زيارة | أرسلت بواسطة :

علاقات تيك اوى …

                                        بقلم / مني النمر   لكل عصر سمات تميزه ، تختلف باختلاف طبيعة البشر و متطلبات و نمط الحياة فى هذا العصر و الزمان ….   و بما إننا نعيش فى عصر السرعة ، فكل […]

علاقات تيك اوى …

                                        بقلم / مني النمر

 

لكل عصر سمات تميزه ، تختلف باختلاف طبيعة البشر و متطلبات و نمط الحياة فى هذا العصر و الزمان ….

 

و بما إننا نعيش فى عصر السرعة ، فكل شيء يحدث و ينتهي بسرعة فلا وقت فيه للتعمق ، وأصبح البشر يفضلون الاختصار فى كل شئ .

 

فلم يعد هناك وقت للمشاعر و العلاقات الإنسانية الحقيقية ، و تم الإكتفاء بالتواصل أو الاتصال عبر شاشات الموبايل و الإنترنت .

 

و ظهر نوع جديد من العلاقات الاجتماعيه باسم العلاقات المؤقتة ……
أو « علاقات تيك اوي»

 

و هي نوع غريب من العلاقات و التي لا تدوم طويلاً ، فالهدف منها إما من أجل مصلحة ، أو الوصول لهدف معين ، أو حتى للإحساس الزائف بشعور أو عاطفة مؤقته ، تنتهى بانتهاء السبب منها .

 

فأصبحت الصداقة فيه عملة نادرة ، و الحب الحقيقي درب من الخيال …

و أصبح الإنسان فيها مجرد رقم و كلمات على شات ….

في زمن تزداد فيه قيمة كل شيء ما عدا الإنسان …

فلكل علاقة غرض ولكل علاقة سبب و احتياج ..

قد تكون هذه الاحتياجات ، نفسية ، أو قد تكون جسدية ، أو مادية ، أو حتى مزاجية ..

 

و قد تكون فى أوقات كثيرة لمجرد خوض تجربة جديدة لكسر الملل و الروتين ، و التي يستلزم معها اختلاق مشاعر غير حقيقية ، لا تلبس أن تزول و تختفي مع مرور الوقت أو إيجاد البديل ..

 

ففى خلال السنوات القليلة الماضية تغير كل شيء ، فلم تعد هناك ثوابت نستطيع أن نقيس بها مدى قوة و متانة و صدق العلاقة ..

 

فنرى أغلب الناس تبحث عن علاقات خفيفة و فضفاضة ، فيها كل الأبواب و الإحتمالات مفتوحة على الدوام ، بلا تقيد أو إلتزام ..

 

و أصبحت العلاقات مجرد علاقات عابرة مؤقتة فى عصر تحكمة ثقافة العرض و الطلب فى كل شئ ، حتى في أدق الأشياء خصوصية .

 

و أصبحنا نسمع و نشاهد قصص كثيرة قاسمها المشترك الخداع و التدني في الأخلاق و اللعب على المشاعر وبيع الأوهام …

 

و لما لا فكل شيء متاح خلف الشاشة الزرقاء ، فالجميع شرفاء أنقياء ، جميع الرجال يوسف الصديق و جميع النساء مريم البتول ….

 

فالجميع يجيد تقمص الأدوار و ارتداء أجمل الأقنعة ….

 

و لكن علينا أن نعلم أن هذه العلاقات علاقات مؤذية جدا ، الظاهر منها شئ و الباطن شئ آخر ، علاقات سامة ، هدمت بيوت قائمة ، وخربت نفوسا بريئه .

 

فهذه النوعية من العلاقات ، فهى لا تتطلب أى نوع من أنواع المسؤولية أو الجهد ، شعارها لا التزامات لا وعود …

 

لذلك علينا أن لا ننخدع بمعسول الكلام أو الإنسياق وراء الوعود الكاذبة .

 

و لكن علينا أن نكن أكثر حرصاً ، حتى نتجنب الوقوع في هذا الفخ من العلاقات .

 

فلا نرضى أن نكون في علاقة مؤقتة قابلين فيها للاستبدال
، أو أن نكون طرف فى علاقة لا تعطي لنا قيمة ، و ألا نتعمق كثيرا في علاقات وهمية ، و أشخاص افتراضية .

 

 

فالعلاقات الإنسانية الحقيقية تحتاج بذل الكثير من الجهد و الصدق و الوقت ، والكثير الكثير من المواقف ، حتى تصل إلى شط الأمان …

 

و لان مشاعركم غالية فلا تمنحوها لأى عابر سبيل أو منتهز …

 

و لا ترضوا بأن تكونوا علاقة مؤقتة …. علاقة تيك اوي .

 

|
سهم
عدد التعليقات : التعليقات على علاقات تيك اوى … مغلقة