جرائم

ريا وسكينة: قصة جريمة هزت مصر وأصبحت أسطورة في التاريخ الجنائي

ريا وسكينة هما أختان مصريتان، ولدتا في أواخر القرن التاسع عشر في محافظة الشرقية بمصر. نشأت الأختان في بيئة فقيرة وظروف اجتماعية صعبة، حيث عانت الأسرة من الفقر والحاجة. كانت ريا هي الأخت الكبرى، ولدت في عام 1875، بينما ولدت سكينة في عام 1880.

الحياة المبكرة

انتقلت العائلة في وقت لاحق إلى مدينة الإسكندرية بحثًا عن فرص أفضل، حيث استقرت في حيّ شعبي. عاشت الأسرة حياة مليئة بالصعوبات والتحديات، حيث كان الأب يعمل في مهن بسيطة وغير مستقرة. تأثرت الأختان بهذه الظروف القاسية، مما دفعهما لاحقًا إلى اتخاذ مسار غير مشروع للحصول على المال.

بداية النشاط الإجرامي

بدأت ريا وسكينة في أوائل القرن العشرين بتنفيذ سلسلة من الجرائم البشعة التي هزت المجتمع المصري. كانت البداية بارتكاب جرائم السرقة والنشل، ولكن سرعان ما تطور نشاطهما إلى الخطف والقتل. كانت الأختان تستهدفان النساء اللواتي يرتدين المجوهرات الثمينة، ويقومان بقتلهن وسرقة حليهن.

أسلوب الجريمة

كانت ريا وسكينة تستدرجان ضحاياهما إلى منزلهما بحجة استضافة المرأة أو تقديم مساعدة لها. وبعد دخول الضحية المنزل، يتم خنقها باستخدام قطعة قماش أو حبل، ثم يقومون بدفن جثتها في أماكن سرية داخل المنزل. كان لهما شركاء في هذه الجرائم، من بينهم أزواجهن وبعض الأقارب الذين ساعدوهما في تنفيذ الجرائم وإخفاء الأدلة.

اكتشاف الجرائم والقبض عليهما

في عام 1920، بدأت الشرطة في الإسكندرية بتلقي بلاغات متعددة عن اختفاء النساء في المنطقة. كانت البلاغات تزداد يومًا بعد يوم، مما أثار قلق السلطات وبدأت في التحقيق بشكل جدي. في البداية، كانت الجرائم تبدو غير مترابطة، ولكن التحقيقات المتعمقة كشفت عن نمط معين في اختفاء النساء.

تمكنت الشرطة من اكتشاف رائحة كريهة تنبعث من منزل ريا وسكينة، مما أثار شكوكها ودفعها لتفتيش المنزل. عند التفتيش، عثرت الشرطة على بقايا جثث النساء المدفونة في المنزل. تم القبض على ريا وسكينة وشركائهما، ووجهت لهم تهمة القتل العمد والسرقة.

المحاكمة والإعدام

أثارت قضية ريا وسكينة ضجة كبيرة في مصر وأصبحت حديث الشارع والصحافة. في محاكمة علنية، تم توجيه الاتهامات إلى الأختين وشركائهما. اعترفت ريا وسكينة بجرائمهما وشرحا كيفية تنفيذها. حكمت المحكمة عليهما بالإعدام شنقًا في عام 1921، ونُفذ الحكم في نفس العام.

التأثير والإرث

أصبحت قصة ريا وسكينة رمزًا للجريمة والخيانة في الثقافة الشعبية المصرية. تناولت وسائل الإعلام والصحافة قصتهما بشكل واسع، وأصبحت موضوعًا للعديد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات. جسدت قصتهما الجانب المظلم من حياة الفقر والحرمان وكيف يمكن أن يدفع الإنسان لارتكاب أبشع الجرائم.

إن قصة ريا وسكينة تعتبر من أكثر القصص المثيرة للجدل في تاريخ الجريمة في مصر. تروي كيف يمكن للظروف الاجتماعية القاسية أن تدفع الإنسان لاتخاذ مسارات خاطئة ومأساوية. على الرغم من نهايتهما المأساوية، إلا أن قصتهما تبقى درسًا في العواقب الوخيمة للجريمة وكيف يمكن أن تؤثر على المجتمع بأسره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى